(( بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد ))
شذور المنظوم : قال ابن زريق الكاتب:
ســــافــــرت أبغي لبــــغــــداد وســــاكنهــــا
مـــثـــلا قــد احتــرت شــيـئــا دونه الــيــاس
هيـــهـــات بــغــداد والــدنـيـــا بـأجـــمــعـهـا
عــنــدي وســـكــان بـــغــــداد هــم الــنـــاس
وكان ابن العميد إذا طرأ عليه أحد من منتحلي العلوم والآداب وأراد امتحان عقله سأله عن بغداد, فإن فطن بخواصها وتنبه على محاسنها وأثنى عليها جعل ذلك مقدمة فضله وعنوان عقله , ثم سأله عن الجاحظ فإن وجد أثرا لمطالعة كتبه والاقتباس من نوره والاغتراف من بحره وبعض القيام بمسائله قضى له بأنه غرة شارخة في أهل العلم والأدب , وان وجده ذامآ لبغداد غفلا عما يجب أن يكون موسوما به من الانتساب إلى المعرف التي يختص بها الجاحظ لم ينفعه بعد ذلك شيء من المحاسن . . ولما رجع الصاحب بن عباد عن بغداد سأله الأستاذ ابن العميد عنها فقال : (( بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد ))